يُحتفل يوم 21 آذار من كل عام بـ"اليوم العالمي للغابات" الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة عام 2012، ليكون يومًا لزيادة التوعية حول أهمية الغابات والتشجيع على حمايتها وغرس الأشجار. ولأن الطبيعة هي ثروة في لبنان، لا بد من الإشارة إلى وضع غاباته خصوصًا مع ازدياد التعديات التي نشهدها، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد.

وللاضاءة على وضع الغابات في لبنان، تواصلت "النشرة" مع رئيس جمعية الأرض- لبنان بول أبي راشد الذي كشف عن تفاصيل الشكاوى التي تتلقاها الجمعية والتعديات التي تحصل في الغابات، مؤكدًا أنّ "غابات لبنان في خطر".

وكشف أبي راشد أنّ الجمعية أطلقت منصّة جديدة هذا العام لتلقي الشكاوى من المواطنين حول التعديات التي تحصل، واسم المنصة هو "شرطة الأرض"، مشيرًا إلى أنّ المواطنين يمكنهم التبليغ عن الشكاوى عبرها.

وذكر أنّ "هناك تحسنًا في تجاوب القوى الأمنية مع الجمعية بشأن الشكاوى"، لكن هناك "فلتانًا" غير طبيعي في عمليات قطع الأشجار، مشيرًا إلى أنّ "التعديات بدأت تحصل في غابات اللزاب والأرز والشوح، وهذا أمر خطير جدًا".

وقال: "في رسالة في هذا اليوم، علينا أن نتحوّل جميعًا، كل مواطن، إلى شرطي وخفير بيئي، وأن يتم التبليغ عن أي عملية قطع أشجار".

وأوضح أنّ 46% من الشكاوى التي تلقتها الجمعية هذا العام تقريبًا، تتمثل بعمليات قطع أشجار، أي أن نصف المخالفات البيئية خلال عام هي عمليات قطع أشجار، موضحًا أنّ "هذا الأمر مقلق، ووصل للجمعية شكاوى حول أشجار لزّاب عمرها على الأقل 3000 عام".

وشدد أبي راشد على أنّ "هناك زيادة غير مسبوقة في التعديات على الغابات وقطع الأشجار"، مشيرًا إلى أنّ "هناك شكاوى تصل أيضًا عن حرائق".

وحول متابعة المعنيين، قال: أبي راشد "هناك تنسيق قوي مع القوى الأمنية، وهناك عمليات توقيف وتحقيق، إلّا أن المشكلة أنّ المعتدي لا يُحاسبه القضاء، فالقُضاة يطبقون عقوبات قديمة والمواطن لا يرتدع".

وحول أهداف هذه التعديات، أشار إلى أنّ "هناك عملية تجارة حطب من قبل تجّار، وهناك من يتحدث عن تصدير إلى سوريا"، مضيفًا "من يقوم بهذه الأعمال هم تجار حطب وليس مواطنًا فقيرًا يقوم بقطع الشجر لأغراض التدفئة، بل تجارًا لديهم مناشير قوية وآليات"، داعيًا إلى "وضع حد لهذا الأمر"، موضحًا أنّه "لا يوجد لدينا جهات مراقبة"، لافتًا إلى مشكلة عدم تعيين حراس أحراج.

ورأى أنّ الوزارت المعنية بطيئة في عملها، مشيرًا إلى اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع عدد من الوزراء في تاريخ 14 آذار، والذي صدر عنه قرار يطلب فيه ميقاتي من الإدارات العامة والسلطات المحلية اعتبار الثروة الحرجية أولوية وطنية عليا وحمايتها، موضحًا أنّ الأمر أتى متأخرًا.

وشدد أبي راشد على دعوته لتقديم الشكاوى، وقال: "ما تبقى من غابات في لبنان يجب أن تتم حمايتها بـ"رموش العين"، فلبنان بدون غابات لا يعود اسمه لبنان الماء والثلج"، داعيًا المسؤولين إلى حماية الغابات.

وذكر أنّ "الجمعية ومنذ 30 عامًا تناضل من أجل بقاء غابة بعبدا، آخر غابة في منطقة بيروت الكبري، وحُلمنا أن تبقى هذه الغابة للأجيال المقبلة".